رقمنة قطاع البناء وكيفية مساهمته في تعزيز الكفاءة في مواقع البناء

في عام 2019 تم إطلاق المؤتمر الكبير “The Big 5 Construct Egypt” كامتداد لسلسة مؤتمرات The Big 5 العريقة، ولعل أهم ما ميز هذا المؤتمر الذي استضافته مصر هو أنه ألقى الضوء بأكلمه على شق جديد ومختلف تمامًا في صناعة البناء والتشييد، وهو الشق الإبداعي الرقمي الذي يتعلق بكل ما هو جديد في مجال رقمنة قطاع البناء والتشييد وإمداده بالحلول والابتكارات الرقمية والتكنولوجية الحديثة، وفي هذا الإطار قامت شركة “چينرال إلكتريك الرقمية” بتقديم افكاراً ثورية واختراعات وتقنيات حديثة أثبتت للجميع أن المستقبل سيختلف كثيرًا عما جاء في الماضي، وهنا يتوجب علينا الوقوف لمعرفة كلا من الآتي:

تأثير رقمنة قطاع البناء والتشييد على تعزيز الانتاجية وتوفير الوقت:

أجمع كافة الخبراء من كافة انحاء العالم وبمختلف المدارس الهندسية على أن رقمنة قطاع البناء والتشييد سوف ينعكس بالتزايد الرهيب في معدلات الانتاج والإنجاز، ولكي يكون الأمر أكثر وضوحًا فإن رقمنة قطاع البناء سوف تؤثر بشكل إيجابي ومباشر في النقاط التالية:

  • تنسيق العمل بين فِرق العمال بشكل سريع وفعال
  • توزيع المهام بشكل دقيق حفاظًا على الوقت
  • توفير موارد للمواد أكثر رخصًا وإتاحة
  • إدارة الميزانيات بشكل فعال وتلافي المخاطر المالية الغير متوقعة
  • تعزيز إجراءات السلامة وتلافي المخاطر المادية على العمال

ولتحقيق كل تلك الاهداف المفيدة، فإن الشركات قدمت عدداً من انتجاتها التكنولوجية الخاصة كما يلي:

شركة “جنرال إلكتريك الرقمية”

قامت الشركة بتقديم عدد من المسهامات التي ساعدت في بدء رقمنة قطاع البناء، ومن هذه التقنيات:

أنظمة تنفيذ التصنيع MES والحلول البرمجية HMI/SCADA: وقد ساعدت هذه الحزمة التكنولوجية كثير من الشركات العامة في مجال البناء على عدد من الأصعدة، حيث قامت إحدى الشركات الرائدة في مجال هندسة المنتجات الخشبية – باستخدام تقنيات رقمنة قطاع البناء –  بإجراء اتصال آلي بالمعدات القديمة لديها ومن ثم استطاعت التحكم فيها وتعديل مسارها عن بُعد. 
واستطاعت الشركة – بعد إعتماد هذه التقنيات في 15 مصنع لها – أن تعزز معدلات الانتاج بشكل مطرد، مع مراعاة الجودة وتعزيزها لمستويات غير مسبوقة عبر رقمنة قطاع البناء. وقامت شركة أخرى رائدة في مجال الطلاء باعتماد هذه التقنيات الرقمية في مصانعها، حتى اصبحت المصانع مؤتمتة “رقمية” بشكل كامل، والنتيجة أن انتاج هذه المصانع قد تضاعف لـ 5 أضعاف، وذلك نتيجة سرعة الأداء والتخلص من الأخطاء البشرية.

اقرا ايضا: تطبيق تكاليف البناء؛ لمساعدة للمهندسين والمقاولين

برمجيات التحليل الصناعي Proficy CSense

وتعد تقنية رقمنة قطاع البناء من أهم التقنيات التي قدمتها الشركة في الآونة الأخيرة، حيث قامت إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال “صناعات العزل” باستخدام هذه التقنية بأغراض متعددة:

  • تحسين عمليات الإنتاج المعقدة
  • محاكاة عملية الإنتاج لأغراض التدريب

وتساهم تقنيات رقمنة قطاع البناء والذكاء الاصطناعي في تمكين مهندسي العمليات من الجمع بين البيانات الواردة من مصادر مختلفة، حيث يُلقى هذا العبئ على برمجيات Proficy CSense التي تساعد في:

  • إيجاد المشكلات بسرعة فائقة
  • استكشاف مسبباتها الأولى
  • توقع الأداء في المستقبل
  • أتمتة الإجراءات للاستمرار بتحسين الجودة وضمان سير العمليات بكل كفاءة.

تقنيات الواقع الافتراضي في عمليات البناء

في الوقت الراهن تعتمد صناعة رقمنة قطاع البناء بشكل كبير على تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، حيث تُعَدُّ هذه التقنيات شرطًا أساسيًا  في تحقيق الابتكار وتعزيز الكفاءة في صناعة البناء، لماذا؟ لأنها توفر نظرة واقعية لعمليات التصميم والتنفيذ، مما يسهم في تعزيز الاستدامة والسلامة في مواقع البناء.

أثبتت التجارب خلال السنوات الماضية أن الواقع الافتراضي متداخل بقوة في عدد كبير من المجالات مثل:

  • المجال الطبي
  • المجال الصناعي
  • مجال البناء والتشييد

ولكي نتعرف بشكل ادق على طريقية سير الأمور عند استخدام هذه التقنيات، لابد أن نعرف أن تقنيات الواقع الافتراضي تنقسم إلى قمسين:

  • تقنية الواقع المعزز “AR”: وفيها يتم إضافة العناصر الافتراضية إلى الواقع المحيط، حيث تكون الارضية العامة هي من الواقع الفعلي، ولكن التنية تضيف فقط عدة عناصر افتراضية لهذا الواقع مما يتيح لك رؤية العالم الحقيقي وفي نفس الوقت التفاعل مع العناصر الافتراضية كما لو كانت موجودة حولك بشكل فعلي. ويتم تحقيق ذلك عن طريق استخدام أجهزة مثل الهواتف الذكية أو النظارات الذكية التي تعرض العناصر الافتراضية بشكل تفاعلي وواقعي مع البيئة المحيطة.
  • تقنية الواقع الافتراضي “VR”: وهي تقنية تعتبر سينمائية تهدف إلى إنشاء واقع افتراضي كامل يشعر الفرد و كانه يعيش فيه فهو بالفعل واقعه – من الأساس – تربط العالم الحقيقي بعالم افتراضي متكامل. وهذا من خلال أجهزة الكترونية مثل نظارات الواقع الافتراضي، و التي توفر تجربة مميزة في حياة افتراضية، مما يسمح لمستخدمها بالتفاعل مع هذه البيئة والتفاعل مع العناصر الافتراضية بطريقة حقيقية و كأنها عالمه الخاص.

وبالتوسع في استخدام هذه التقنيات في مجال رقمنة قطاع البناء قد تعددت استخداماتها على النحو التالي:

1- تصميم المشاريع افتراضيًا:

يتيح الواقع الافتارضي بتقنياته المستحدثة فرصة الرؤية الكاملة والشاملة للمشاريع قبل البدء في تنفيذها على أرض الواقع، حيث يمّكن المهندسين والفنيين من تحليل المشروع وتقسسم عناصره وتفاصيله التقنية بشكل بالغ الدقة والواقعية، مما يُسفر عن توفير الكثير والكثير من الوقت والجهد اللذان كانا يُهدران قبل ذلك عند اكتشاف أحد الأخطاء، ليس هذا فحسب فأن مميزات تقنيات لواقع الافتراضي تتخطى مساعدة المهندسين وفرق التصميم إلى مساعدة العملاء والزبائن انفسهم، حيث:

  • تريهم مشروعاتهم في شكلها النهائي
  • تتيح لهم فرصة التراجع والتعديل والتقييم قبل بدء التنفيذ
  • تصل بيهم إلى الشكل المثالي الذي يردونه لمنزلهم أو مشروعهم بشكل عام.

أضف لكل ما سبق ميزة أخرى بالغة الاهمية وهي أن تقنيات الواقع الافتراضي تسّهل وبشدة من عمل فرق التصميم على المشروع، حيث تتيح لكل عضو من أعضاء الفريق التدخل بتغييرات مرئية وملموسة على التصميم دون الحاجة إلى شروحات ربما يضيع معها مضمون الأفكار، مما يبرز الكثير من الأفكار الإبداعية التي ما كانت لتظهر للنور إلا عندما يراها شركاء العمل – وكذلك العملاء – بشكل حقيقي وواقعي، فالواقعية هي نصف الإقناع، وبهذا نجد أن تصميم المشروعات قد ارتقى إلى مستوى غير مسبوق من التقدم والسرعة والدقة بفضل تلك التقنيات المهمة.

2- تعزيز السلامة والاستدامة:

تساهم تقنيات الواقع الافتراضي بشكل فعال ومهم في رقمنة قطاع البناء وتحديد وتوضيح بيئة العمل ومواقع التنفيذ بشكل كامل قبل إتخاذ أية إجراءات تنفيذية، وتتيح تلك الرؤية المسبقة لكل شئ أن يتم تحديد وتوضيح أكثر الأماكن أمنًا وسلامًة لنقاط تمركز وتواجد العمالة البشرية، حيث تنخفش نسبة المفاجآت لأدنى درجة، ويصبح كل شئ محسوبًا ومقدرًا.

3- تحسين عمليات الصيانة:

نفترض سويًا أن مشورعًا ما قد بدأ المهندسون وفرق التنفيذ في تنفيذه على أرض الواقع، وبشكل غير متوقع تمامًا حدثت غحدى المشكلات – التي عادة ما تحدث بكثرة – سيصبح هناك تحديًا كبيرًا أمام كافة القائمون على المشروع، تحدي يتمثل في تحديد سبب المشكلة حتى يستطيعون حلها، وبما أن كثير من المشكلات تكونة مستترة وصعبة الاكتشاف فيؤدي هذا إلى بذك الكثير والكثير من الوقت والجهد والاموال لإكتشاف المشكلة ومن ثم حلها، ولكن باستخدام الواقع الافتراضي قد تغير الأمر برمته، فعند حدوث مشكلة لا يتطلب المر من فرق التنفيذ العودة لأرش المشروع لاكتشاف مكمن الخلل، ولكن يكفيهم العودة للمجسم الافتراضي للمشروع ومراجعة خطوات التنفيذ بدقة وتحليل الموقف واكتشاف الخطأ، وبهذا قد أصبحت عمليات التحسين والصيانة أكثر سرعًة ودقة، وأقل مجهوداً وتكلفة من ذي قبل بفضل تلك التقنيات. 

حساب تكلفة البناء

تطبيقات تقنيات إنترنت الأشياء في المباني والتشييد

أصبح الاعتماد على تقنيات انترنت الأشياء من أبرز ملامح رقمنة قطاع البناء والتحول التكنولوجي، ولكي نتعرف علي كيفية التطبيق والفوائد المرجوة منه لابد أولاً أن نعرف ..

ماهو إنترنت الأشياء؟

في البدء كانت الرقائق الالكترونية معقدة وضخمة الأحجام والأوزان، ولهذا كان متاح وضعها فقط في الأجهزة كبيرة الحجم، حيث كان الاتصال بينها و بين الانترنت بطيئا و معقدا.

 لكن مع رقمنة قطاع البناء وتطور التكنولوجيا وتطور قدرات مختلف انواع الافراد من العلماء و المهندسين، أصبح بالإمكان التوصل الي وجود رقائق بالغة الصغر والدقة  و تتميز ايضا بخفة الوزن، و أصبح بالإمكان وضعها في الأجهزة والأشياء الصغيرة للغاية، أضف إلى هذا ما شهده مجال الانترنت و مجال الذكاء الاصطناعي من تطورات ثورية عظيمة، فأصبحت المحصلة أنه تم ظهور نوع جديد من الانترنت اسمه “انترنت الأشياء”، وهو انترنت يربط الأجهزة والأشياء المختلفة بالشبكة العنكبوتية شبكة الانترنت، وأيضا يربط بينها وبين بعضها كذلك، فأصبحت هناك المنازل الذكية، حيث من الممكن اليوم أن يتم ربط المضجع الذي تنام فوقه بصنابير مياة الاستحمام التي تبدأ في العمل بمجرد أن يقرأ المضجع أنك استيقظت وغادرته، وأصبح الربط ممكنًا بين كافة الاجهزة بما يوفر حلولاً ذكية وتعامل أسهل وأسرع.

وبتطبيق تقنية انترنت الأشياء في مجال التشييد والبناء يمكن الربط بين المعدات اثناء العمل في الموقع، بما يضمن التنسيق والتناغم بينها، وكذلك يمكن التحكم في المعدات عن بعد، بما يحقق أعلى معدلات الأمن والسلامة للعنصر البشري ويحقق أعلى معدلات الدقة في التنفيذ بالنسبة للمشروع ذاته.  

كيفية الاستفادة في رقمنة قطاع البناء مع برامج حساب التكاليف

أصبح من المؤكد أن برامج حساب تكاليف البناء (وبالأخص تطبيق تكاليف البناء) ذات أهمية قصوى في علميات الإدارة المالية للمشاريع وكذلك إدارة الجدول الزمني للمشروع، وتحليل المخاطر، وتحليل المخاطر، عوضًا عن زيادة الكفاءة الإنتاجية وتحسين الجودة وخفض التكاليف.

كما يمكن عبر استخدام برنامج تكاليف البناء الاستفادة الإدارة المالية الدقيقة أثناء سير عمليات البناء وتعزيز التعاون بين الأطراف المعنية بالمشروع من مقاولين، ومقاولين فرعيين “من الباطن” وموردين، وذلك بفضل أدوات الاداوات الكثيرة والمهمة التي يوفرها التطبيق لمستخدميه، مثل رصد الميزانية العامة للمشروع، ثم الميزانية الفرعية لكل بند من بنود الإنفاق، ثم متابعة ما يتم إنفاقه أولاً بأول، كما يوفر وصولاً فوريًا إلى المعلومات الضرورية عن المبنى أو المشروع، وكذلك إدارة الجدول الزمني التي تساعد على الحفاظ على مواعيد ومعدلات الإنجاز المحددة دون إخلال، بالإضافة إلى متابعة سير العمل وتطور ميزانيته من موقع المشروع او عن بعد.

اقرا ايضا: كيفية تعزيز الأمن والسلامة في مواقع البناء الخاصة بك؟