ما هي الاتجاهات المستقبلية لتقنيات تنفيذ مشاريع هندسة البناء والتشييد

لا يخفى على أي منا أن الهدف الأساسي من أي مشروع هو تحقيق أكبر قدرًا ممكنُا من الربح- بمراعاة المعايير الأخرى كالجودة مثلا، فكلما كان الربح المحقق من وراء المشروع كبيرا كلما دل ذلك على نجاح المشروع وبالتالي نجاح القائمين عليه. والأمر بحذافيره ينطبق على مشاريع هندسة البناء والتشييد، فالغرض من مشاريع البناء قد يختلف من شخص لآخر، ولكن الاختلاف يقع في إطار اختلاف الاستخدام. أما المقاول الذي يقوم على عملية هندسة البناء والتشييد فالهدف الأول له هو تحقيق قدر معقول من الربح، ويأتى :هذا الربح عن طريق تقليل التكلفة إلى الحدود الدنيا لها، وذلك عن طريق:

– تدبير المواد والأيدي العاملة

– تقليل المدة المستغرقة لإنجاز المشروع

وهنا نجد أنفسنا أمام حقيقة ماثلة لا يجب تجاهلها، هي أن النجاح في المشروع- أي في تحقيق الأرباح المرجوة من المشروع- يتوقف بقدر كبير على “جودة التخطيط”للمشروع بأكمله من الأساس. ومن هنا أدرك القائمون على أعمال البناء أهمية التخطيط للمشروعات بطريقة علمية سليمة ودقيقة، حتى يستطيعوا تفادي التأخيرات المحتملة، وكذلك تقليل نفقات الطوارئ إلى أدنى حد، وهنا ننتقل إلى النقطة التالية …

كيفية التخطيط لمشروع البناء مع هندسة البناء والتشييد:

يتم البدء في تخطيط وجدولة مشروع هندسة البناء والتشييد بقاعدة بسيطة ولكنها في غاية الأهمية
وهي أن يتم تحديد:

  1. النطاق الجغرافي للمشروع
  2. مدة المشروع

،ويتم بعد ذلك تطوير جدول زمني للعمل يستند إلى النطاق والإطار الزمني السابق وضعه، ولكن، كل هذا يحتاج إلى تباين الخطوات العملية
كما يلي:

  1. تحديد أهداف المشروع استنادا إلى متطلبات العميل وتطلعاته التي سبق وأخبر بها وتتضمنها خطة العمل
  2. تحديد كافة القيود التي ربما تؤثر على سير تنفيذ المشروع في المستقبل
  3. العمل على تطوير خطة تنفيذ مهام العمل بما يناسب الوقت المقدر لإنجاز تلك المهام بطريقة منطقية (فلا يجب وضع أهداف وخطط أكبر من حدود المتاح حتى لا تصبح هي والعدم سواء).

مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم مهام هندسة البناء والتشييد تعتمد على ترتيب متسلسل كقطع الدومينو، أي أن أية عطل أو تأخير ولو طفيف في مرحلة من المراحل سيؤدي إلى إحداث تأثير سلبي مركب على بقية مراحل المشروع بأكمله، لذلك، يجب أن تشمل الخطة تحديدا دقيقا للعلاقات والتداخلات بين المهام وذلك لضمان التناغم بين مراحل المشروع وانتهاء العمل بشكل منظم.
بعد أن يتم إدراج كافة العوامل والمتغيرات في “مدخلات الخطة” يبدأ المقاول في استنتاج “المخرجات” وهي عبارة عن الشكل النهائي للخطة الزمنية للمشروع، وهي الخطة التي يتوجب عليها تحديد النقاط الزمنية سواء للبدء أو للانتهاء وكذلك تعيين موعد انتهاء كل مرحلة على حدى، وكذلك تتضمن الخطة مواعيد دقيقة لكافة المهام الضرورية التي سيتوجب إنجازها في إطار العمل على تنفيذ المشروع الخاص بهندسة البناء والتشييد

ويجب أن يتضمن الجدول الزمني- الخطة – أيضاً تخصيصاً واضحاً للموارد المعتمد عليها في كل مرحلة من مراحل التنفيذ. وبعد إدراج الخطة وبعد تحديد الموارد الكافية، هنا يمكن للمقاول أن يبدأ في عملية توزيع العمال وكذلك المعدات والمواد بكفاءة.
أخيرا يجب على المقاول- أو القائم على المشروع بوجه عام- أن يقوم بإجراء تحديث مستمر للجدول الزمني بتقدم العمل المشروع، وأن يتحلى بالمرونة اللازمة لإجراء التعديلات المطلوبة على الخطة الأصلية في حالة حدوث أية تغيرات طارئة. وكل ما سبق يؤدي بنا إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي أنه كلما كان تخطيط المشروع دقيقا كلما كان المشروع أقدر على تحقيق الأهداف المرجوة منه سواء للمستهلك- العميل أو للمقاول القائم على المشروع- وعليه، فقد بدأت شركات المقاولة العملاقة في البحث عن أنسب الأدوات لإتمام عملية التخطيط بأدق شكلا ممكنا، ومن هنا بدأت تظهر أدوات التخطيط الرقمية الحديثة، وبدأ الاعتماد على “استراتيجيات البناء باستخدام تقنية نمذجة معلومات هندسة البناء والتشييد BIM”.

اقرا ايضا: تعرف على أفضل برنامج لحساب تكاليف البناء والتشييد في المملكة السعودية

استراتيجيات البناء باستخدام تقنية نمذجة معلومات البناء BIM:

تعرف في أبسط تعريفاتها على أنها: عملية نمذجة معلومات هندسة البناء والتشييد في إدارة المشاريع، أي توليد وصناعة معلومات رقمية تخص المبنى بكافة تفاصيله في كل مراحل حياته، منذ أن كان مجرد مشروع نظري، حتى يصبح مشروعا ماثلا على أرض الواقع.

وتتعامل هذه الاستراتيجية مع كافة مكونات وخصائص المبني على أنها رموز ومعطيات في معادلة رقمية منطقية كبيرة، حيث يكون للموقع رمز وكذلك لكود البناء رمز، والمواد المستخدمة كل منها له رمز وهكذا وهكذا حتى تتم نمذجة ورقمنة كافة ما يخص المشروع، ومن ثم يمكن الربط بين هذه المعطيات أو المكونات بسهولة فائقة، حيث يمكن إعطاء أمر للنظام أن يحسب مدة تنفيذ المرحلة “كذا” فيقوم النظام باحتساب كافة العناصر المؤثرة وربطها ببعضها البعض ومن ثم الخروج بنتائج أقرب ما تكون إلى الواقع.

وتسهم بي اي ام في تحويل عملية التخطيط لمشاريع هندسة البناء والتشييد من مجرد عملية نظرية لعملية واقعية يمكن رؤيتها وتعديلها، حيث يمكن للمتخصصين وضع تصورات وتخطيطات واضحة لأعمال هندسة البناء والتشييد بشكل أكثر فعالية، كما أن تحليل النماذج الثلاثية الأبعاد -الذي تتيحه هذه التقنية- يساعد في تحديد نقاط التداخل والاصطدام المحتملة أثناء العمل في وقت مبكر، ويساعد ذلك على اتخاذ الإجراءات المناسبة في الأوقات المناسبة وبالتالي تقليل المخاطر، كما أن تقنية BIM تزيد من أدوات التنسيق والتعاون الشامل بين أعضاء الفريق، مما ينعكس بالإيجاب على جودة المشروعات ككل.

تطبيق تكاليف البناء

تأثير نمذجة معلومات البناء على مشاريع التشييد:

بفضل استراتيجية – BIM – وغيرها، أصبح من الممكن يمكن للمقاولين أن يحصلوا على تصور أفضل للمشروع وبشكل مسبق، ويقومون بتنبؤات أكثر دقة، ويبنون افتراضات أكثر واقعية، ويعززون تنسيق المشروع بشكل فعال، ولم يتوقف الأمر عن هذه الحدود، بل دخلت على الخط عدة أدوات تكنولوجية جديدة أتاحت للمقاولين العديد من الحلول الرقمية الفعالة، مثل: 

البرامج الرقمية لإدارة المشاريع:

يعد من أبرز البرامج الرقمية المستخدمة في إدارة وحساب تكاليف المشاريع تطبيق “تكاليف البناء”، حيث يقدم البرنامج حزمة من الحلول الفعالة تسير في مشروعك على هدى من أمرك، فالتطبيق يتيح لك إمكانية وضع خطة كاملة لكافة مراحل المشروع منذ حفر الأساسات حتى التشطيب النهائي، ويمكنك من خلاله رصد الميزانية المتاحة لكل مرحلة، ومراقبة المصروفات ونسبتها إلى الميزانية العامة، أي أنه يتيح لك التحكم بالكامل في إدارة مشروعك ماديا.
كما يوجد برنامج إدارة المشاريع PlanRadar الذي تم تصميمه ليعمل على تحسين تخطيط المشروع وجدولته، هذا بالإضافة إلى تنسيق الموارد العامة والميزانية المخصصة وتسهيل التواصل بين أفراد العمل، والتي بفضلها وبفضل إمكانية التعاون الشامل المباشر ومشاركة المعلومات بشكل لحظي وسريع يمكن تحسين تنسيق المشروع وتقليل التأخيرات المحتمل وقوعها أثناء العمل فيه.

الذكاء الاصطناعي:

أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية للمقاولين لإحداث ثورة في طريقة تحليلهم للبيانات وتعزيز تخطيط مشاريعهم وجدولتها. بفضل الإمكانات المتقدمة للذكاء الاصطناعي، فإنهم قادرون على التنبؤ بالتأخيرات المحتملة، وتحسين تخصيص الموارد، وتبسيط تنسيق المشروع، مما يؤدي إلى أعلى مستويات الكفاءة. استفد من القدرات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في صناعة هندسة البناء والتشييد اليوم واستفد من التحسينات الكبيرة في عمليات التخطيط وكذلك خطوات التنفيذ.

الواقع الافتراضي والواقع المعزز:

من خلال اعتماد التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يمكن للمقاولين تحسين تخطيط مشروع هندسة البناء والتشييد وجدولته بشكل دقيق من خلال تصور السيناريوهات والبيئات الفعلية في موقع العمل، وتمكن القدرة على إنشاء نماذج افتراضية من خلال هذه التقنيات المقاولين من تطوير رؤى استراتيجية مهمة وتعزيز التعاون بين الفرق، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة في عملية التخطيط والتنفيذ. علاوة على ذلك، فإن استخدام هذه الابتكارات التكنولوجية يقلل من حدوث الأخطاء ويساهم في تحسين كبير في إدارة مشاريع هندسة البناء والتشييد. وبالتالي، يمكن تحقيق نتائج ونتائج شاملة أفضل في صناعة هندسة البناء والتشييد

الطائرات دون طيار وأجهزة الاستشعار:

يستفيد المقاولون من قوة الطائرات دون طيار وأجهزة الاستشعار لتعزيز تخطيط وجدولة مشاريع هندسة البناء والتشييد، حيث يتيح استخدام هذه التقنيات المتقدمة جمع كميات هائلة من البيانات، والتي من شأنها أن تسهل إنشاء خطط شاملة وآمنة للمشاريع بأكملها .
كما يتم تحسين دقة وفعالية جمع البيانات وتحليلها بشكل كبير من خلال نشر الطائرات دون طيار وأجهزة الاستشعار، والتي تقدم رؤى قيمة حول أداء المشروع. ومن خلال الاستفادة من هذه الأفكار، يمكن للمقاولين تحسين تخطيط وجدولة المشاريع المستقبلية، كما أدى دمج هذه التقنيات إلى تقدم كبير في تحسين إدارة المشاريع وتحقيق أداء أفضل في صناعة البناء.

على ما سبق نستنتج أمرا هاما جدا، هو أن اختياراتك وقراراتك تؤثر بشكل كبير في مستقبل مشروعك الإنشائي، وبالأخص قرارك بالاعتماد على برنامج لحساب التكاليف. فما دام الربح هو الهدف والتحكم في التكاليف هو الوسيلة، فإن اعتمادك على تطبيق مثل “تكاليف البناء” لم يصبح رفاهية أو تعقيدا تكنولوجيا بلا طائل. بل هو حل ذكي يتيح لك التحكم في كافة الإنفاقات بمراحل تنفيذ المشروع المختلفة. ومن قم التحكم بالتكلفة الإجمالية بهدف تجنب الخسائر وتحقيق الأرباح، أي يمكننا إجمالا القول إنه باستخدام تطبيق تكاليف البناء تتاح مميزات كثيرة نلخصها فيما يلي … 

اقرا ايضا: تطبيق تكاليف البناء؛ لمساعدة للمهندسين والمقاولين

مميزات برنامج “تكاليف البناء”

يمّكن التطبيق القائمين على المشاريع من تحسين دقة تتبع التكلفة وتقليل فرصة حدوث خطأ بشري. ويساعدهم ذلك في مراقبة تكاليف المشروع وتجنب التجاوزات والحفاظ على الربحية.

بالإضافة إلى ذلك، يعزز التطبيق إجراءات الشفافية حول معلومات التكلفة، مما يسمح لمديري المشاريع بمشاركة التحديثات في الوقت الفعلي مع أصحاب المصلحة هذا يساعد على بناء الثقة وتجنب الخلافات حول تكاليف المشروع.
ويعمل تطبيق” تكاليف البناء أيضا على تسهيل التعاون الأفضل بين فرق المشروع، مما يمكن مديري المشاريع من تعيين المهام ومراقبة التقدم في الوقت الفعلي، ومن خلال التواصل مع أعضاء الفريق في الوقت الفعلي، يمكن لمديري المشاريع تجنب تأخيرات الاتصال والتأكد من إطلاع الجميع على آخر التطورات.


علاوة على ذلك، يوفر تطبيق” تكاليف البناء” إمكانية تتبع مالي محسنة، مما يسمح لمديري المشاريع بالوصول إلى معلومات التكلفة من أي مكان وفي أي وقت. هذا مفيد بشكل خاص في المملكة العربية السعودية حيث يتم تنفيذ العديد من مشاريع هندسة البناء والتشييد على مسافات كبيرة، مما يمكن مديري المشاريع من الوصول إلى معلومات التكلفة من أجهزتهم المحمولة، ويمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة أثناء التنقل.
باختصار، يقدم تطبيق” تكاليف البناء “فوائد كبيرة للأشخاص العاديين القائمين على بناء بيوتهم، وكذلك لمديري المشاريع والمقاولين والمطورين في المملكة العربية السعودية. من خلال الاستفادة من هذه الفوائد، يمكن للأفراد ومديري المشاريع ضمان بقاء المشاريع على المسار الصحيح، وفي حدود الميزانية، والانتهاء منها في الوقت المحدد.